المسحراتي يختفي من شوارع مدن شمال  سيناء

المسحراتي
المسحراتي

اختفي المسحراتي في مدن شمال سيناء منذ عدة سنوات، بعد أن كان يقوم بدوره من تنبيه المواطنين كل باسمه لتناول السحور مع بداية يوم جديد في شهر رمضان، لكن مع تطور الحياة اختفي المسحراتي، رغم أنه ظهر العام الماضي من جديد في شوارع العريش، بعد تطوع عزام حسانين من مدينة دمنهور، بمحافظة البحيرة، لتنبية الناس للسحور.

 

وقال عبدالعزيز الغالي، عضواتحاد الكتاب، إن مدينة العريش عرفت هذه العادة مع دخول الوافدين من محافظات الوادي لسيناء, وكان أول من أدخلها (عم أبو خيشة) من  محافظة الشرقية، الذي كان يعمل أسطى (مقلة) فول سوداني ومحمصات عند والدي هندي الغالي رحمه الله، ثم قلده بعد ذلك ظريف العريش (أحمد عروج) الشهير بـ (أحمد حميدة)، وما اشتهر عنه بخفة دمه وظرفه، ثم اندثرت بعد ذلك إثر عدوان ٦٧ رغم أنها ظلت في بعض المناطق حتي بعد انتصارات أكتوبر 73 ، ولكن بأعداد بسيطة في بعض الأحياء، خاصة أبو صقل  لوجود ترابط اجتماع يقوي بين سكان الحي والكل يعرف الآخر، ثم تولى المرحوم الحاج رشدي صالح من آل العمدة تنبيه الناس للسحور، ولكن من خلال ميكرفون مأذنة المسجد التيجاني بشارع الصاغة وكان ينادي على كل رب دار باسمه يافلان قوم اتسحر، واليوم ظهر من جديد ليفكرنا عم (عزام) بالزمن الجميل.

 

وأضاف: "كان المسحراتي يطرق أبواب البيوت ومعه طفل صغير يحمل فانوسا, وينادي علي أصحاب البيوت، بأسمائهم، قائلا " يا عباد الله وحدوا الدايم ورمضان كريم"، و المسحراتي يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية في الأحياء الشّعبية موقظًا أهاليها للقيام على ضرب طبلته وصوته الجميل يردد أجمل الكلمات مما يضفي سحرًا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم: "أصحى يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله، وأصحى يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك، وقوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم".

 

ويقوم بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته، وقديماً كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة ، فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد.